بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياءاً عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياءًًَُ عند ربهم يرزقون)
صدق الله العلي العظيم

انه ليشق على التاريخ وهو يمر سريعاٌ بدواليبه القاسية التي لاتقف عند حاجز ان يتجاهل صروحا عصية على الزوال او الاضمحلال. ولئن كان العظماء قد خُلدوا لانهم اخترعوا الالات او التقنيات او النظريات التي استفادت منها البشريه فائدة جمة, فحري بمن يصنع الانسان او يبعثه من ركامه او يبث فيه الامل ان يبقى قبل كٌل اولئك ,لأن صنع الانسان اسمى من اي صنع اخر. في مدرسةمحمدبن عبد الله وعلي ابن ابي طالب وولدهما "سلام الله عليهم أجمعين"لامكان للمتوانين او المسوفين الذين تخور عزائمهم عند الشدائد والازمات. الهمة والثقه بالله مازالا مرتكزين عظيمين لهذة المدرسة الربانية فعلٌوُ محمد محمد صادق الصدر تلميذ معاصر لهذة المدرسة ,ومن قبله أبن عمه محمد باقر الصدر, وقفا ازاء بنيان منهار أتاه  الباطل من القواعد فأحاله ركاما. ذلك البنيان هو العراق ..العراق الذى يحظن ثراه جسد علي والحسين وأبنائهم من العترة المطهرة ...فلم تثنيه صعوبة المهمة وجسامتها عن ايمانه بضرورة صنع الانسان وبعثه.: وشاهد على عظمة هذة الشخصية الفذة أمور كثيرة منها.

 اولاٌ: الاختلاف في حياته وبعد استشهاده حول شخصيته وفكره ورسالته فمن الناس من هو محب غال فيه ومنهم من هو مبغض قال له شاْنه فى العظيم على ابن ابى طالب علية السلام. ذلك شأن جده .

ثانيا -أنه لم يتسلل الية اليأس أو سوء الظن بالله كما تسلل لآخرين من دونه في محاولته لاصلاح شأن العراق اجتماعيا وسياسيا وفكريا وقبل كل ذلك عقائديا.

 ثالثا: لم يكن سماحته (قدس سره ) مرجعا تقليديا في تعامله مع القاعدة الشعبية,فقد استثمر الامكانات الفكرية في المذهب وأعمل فيها ذكائه وهمته العاليين ليخرج الى الناس بتشريعات لم يعهدها الكثيرين من قبله, كان بعضا منها سببا في تشنيع الاخرين علية وانتقادهم له بأتيانه  بالمحدثات من الامور في الفقة والتشريع . من ذالك فتواه في صلاة الجمعة والتدخين ,وتشييده لجامعة الصدر الدينية وجهره بأنتقاد المسؤولين  والنظام وعادات المجتمع البائسة ممااحدث في المجتمع العراقي المعاصر أنعطافاَ حاسما أرعب أعدائه في الداخل والخارج.

  رابعاً- دأبه المستمر على اعلاء شأن الدين وليس الدين ههنا الدين التقليدي بل الدين العلمي,والدين الأجتماعي,و الدين الثوري التحرري الذي يجد فيه الفنان والاديب والعالم والباحث وكل شريحة من شرائح المجتمع مكاناٌ  ورائدة الابداع والتفاني في ومتسعاً يتيح له, العمل ضمن اختصاصة وميوله خدمة العقيدة  المتمثلة في خدمة الانسان اينما وجد وكيفما وجد.

 خامساٌ- أستنكاره ورفضه الشديدين للحياة الذليلة تحت وطأة المستبدين الذين يغطون في جاهلية عمياء تبيح لهم التصرف في مقدرات الناس وفي ارواحهم. فكان رفضه الحسيني لكل اشكال الباطل يتمثل في ارتدائة الكفن وأستعداده  في كل لحظة لملاقاة الشهادة. وكان له  ماأراد مع اثنين من بنيه. جاد بهما مع نفسه ليجدد (في عصر يصعب فيه أن يميز الانسان صرخة الحق فضلاٌ عن أن يسمعها) صرخة الحسين واهل بيتة المستشهدين معه صلوات الله عليهم اجمعين.

 سادساٌ-علمه الجم ودأبه المستمر على التأليف وقيادة المرجعية وادارة الحوزة العلمية والجلوس لللافتاء والقضاء بين الناس وأمامته للصلاة ومسؤليات اخرى كان يقوم بها بتفان لايصدق وكيف كان له كل ذلك بالأضافة الى مسؤولياته الشخصية كرب أسرة وأبن لمجتمع له اعرافه وتقاليده لو لم يكن مسددا ٌمن عند الله وموفقاٌ في اداء رسالتة التي نذرلها نفسه فأخرج الى الناس كتباٌ ومؤلفات فيها الكثير مما يعد اصيلاٌ مبتكراٌ في بابه يشهد له بالعقل الفذ والفكر الوقاد من ذلك تأليفه للموسوعه المهدية(والباحثون جميعا ٌيعرفون ماذا تعني هذه الموسوعة وما الجهد غيرالأعتيادي الذي بذل في كتابتها). وهناك البحث الصغير الحجم الاصيل في بابه الموسوم (فقه الفضاء) اذ لم يسبق السيد محمد الصدر اليه احد. وموسوعته الفقهية القيمة (ماوراء الفقة ) وهو اسلوب مبتكر في معالجة وعرض المسائل الفقهية في العبادات والمعاملات وسلسله فقه الاخلاق التي يهدف فيها الى تربية الفرد والمجتمع تربية روحيه متينة . ومؤلفاته في  علم الاصول المتمثلة في بسط ومناقشة وتطوير نظرية استاذه (محمد باقر الصدر) قدس سره ومشروعه الاصيل في تفسير القرءآن الكريم تفسيرا يعتمد في منهجه على مايشبه نظرية الاحتمالات ويعالج فيه الايات والنصوص معالجة جدلية,وشكلية ,ووظيفية باحثا عن كل مايمكن اثارته من أشكالات وشبهات حول كل اية ومن ثم مناقشة هذة الاراء جميعا .(اطلق على هذا الكتاب اسم منة المنان في الدفاع عن القرءآن ) وينبغي هنا الالتفات الى كلمة "الدفاع" لما تشي به من موقف دفاعي يفترض وجود المهاجم أو المتشكك وهذا مالم يعتد عليه المفسرون ومالم يدرج علية الباحثون اذ كان هدفهم في تفسير  القرآن توضيحه قبل كل شى ومثل ذالك دفاعة عن الانبياء عليهم السلام وتنزيههم  بالاضافة الى رسائل ومؤلفات وخطب أخرى كان المثقفون في العراق بشكل خاص وفي العالم الاسلامي عموماٌ يتلقونها بأهتمام كبير لما تنطوي علية من  .جدة في البحث واصالة في الفكرة وسمو في الغاية.

 سابعاٌ- لم يبق السيد الشهيد الثاني أسير الاقليمية والمذهبية الضيقة  فكان يريد بالمذهب الانفتاح على جميع المذاهب الاخرى وعلى حياة الانسان بكل نواحيها وهناك شواهد كثيرة في مؤلفاتة وأحاديثة عن رغبته في توسيع أفق الناس العقائدي والفكري وتضامنه مع أي جهد انساني اينما كان ومهما كانت مرجعيتة في سبيل انقاذ الانسان من الجاهلية المقيتة واستعباد الانسان ومصادرة حريتة (مثال على ذلك رأية في المهاتما غاندي وفي رموز انسانية كثيرة).

 ثامناٌ- كان( قدس سرة) يمتاز بالجرأة العلمية واستعدادة لمناقشة بل وحتى لدحض كبرى النظريات والمسلمات الراسخة مثل(تعريف المادة  (ومبدأ(الدور المنطقي ) و(التربية في بعض الظواهر الحياتية.

تاسعاٌ- بدات مرجعيته بمناصرة نفر قليلين من المقربين منه وكانت  تعترضه صعوبات مادية وعلائقية كثيرة وخطيرة (أذ كان قد خرج من السجن بوقت قصير ليعلن عن مرجعيتة وزعامتة للحوزة العلمية) وأنتهت مرجعيتة  الى الملايين ممن يصلون خلفه وينتظرون أوامرة كاستجابة الناس لدعواه الى الصلاة في مسجد الكوفة حيث نفر العراقيون من أقصى الشمال الى أقصىالجنوب ليقفوا وراءه في صلاة الجمعة الشعبانية رغم كل ضغوط السلطة الغاشمة ورغم كل العوائق المادية والسياسية وقد كان شجاعاٌ في قراراتة .وآراءه وتحملة للمسؤولية.

 عاشراٌ- كشف لاول مرة وبكل شجاعة عن سلبيات الزعامة الدينية وانتقد بكل صدق دور الحوزة العلمية في المجتمع وأوضح البون الشاسع بين منهج علي بن أبي طالب وبين المنهج الراهن لرجالات المذهب وأنار للناس السبيل الذي يقدح في نفوسهم الامل بعدما ران عليها حجاب صفيق من العتمة والجهل واليأس. لقد افترضنا منذ البدء أن حياة محمد محمد صادق الصدرهي حياة عظيم ومصلح يعز على الزمان أن يجود بمثله الا لمامأ. وهكذا فقد قطعنا على انفسنا  السبيل الى أي فكرة ترمي الى احتواء انجازاته واعماله الجليلة ويبقى هذا النهر معطاءَ خالدأٌ, يجد المتتبع لفروعه وروافده أنه يرقى الى رحمة الله للعالمين جده محمد صلى الله عليه واله وسلم ويتظافر مع كل ثائر متحرر يأبى الا أن يكون الانسان كما اراد له الله, كريماٌ و عزيزا ٌفسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيأ. وسلام عليكم آل الصدر بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

 

 
 
 
 

تم تصميم الموقع من قبل شركة ( Smart Card Co )