مقدمة الناشر

 

من دواعي البهجة والسرور لنا تقديم هذا الكتاب القيّم للأمة الإسلامية لتتعرف على حياة قادتها الواقعيين وما يتمثل في غضونها من معاني الجمال وما جسدّه هؤلاء القادة من نُبلٍ وشموخ .

إن التعرف على حياة هؤلاء القادة وتحليل صفاتهم وأفعالهم لأمر ضروري للأمة وذلك لتتعرف على الإسلام العملي السائر على الأرض في هذه الشخصيات القيادية كما تعرفت عليه في جانب الفكر ثم تجعل منها نبراساً تستنير بها في ظلم الحياة . ومن الضروري أيضاً التمييز بين الغث والسمين من قضايا التاريخ من الأشخاص لئلا يجعل من بعضها حجة على وهن عقلية قوم أو صحة اعتقاد آخرين .

إن من عوامل عظمة الأمة وسموها أن تملك قادة عظماء في الأفكار والأعمال والآمال لأن هذا خير حافزٍ للأمة أن تبعث من جديد والذين يجدر بنا أن نسميهم قادة في الأمة الإسلامية – حقاً – هم الأئمة من أهل البيت ثم العلماء الذين تغذوا على موائدهم . والكتاب مهم جداً في موضوعه وموفق في غايته .

وهذا الكتاب هو الجزء الثاني من تاريخ الغيبة لمؤلفه الحجة السيد محمد الصدر حفظه الله أقوم الآن بتقديمه للقراء الكرام بعد أن قمت بنشر الجزء الأول منه . وكان الإقبال على الجزء الأول كبيراً مما دلّ على اهتمام الأمة بمثل هذه المواضيع الحساسة وشدة تعلقها بالاطلاع على تاريخ الزاهر ورجالها الأبطال . وخاصة إذا كانت هذه المواضيع ترق من قبل كتّاب قديرين كالكاتب الفاضل والمؤلف القدير ، وكان ذلك مما حدا بي ودفعني للإقدام على نشر الجزء الثاني منه بتوفيق من الله .

ولقد تعوّد مني القراء دائماً أن أتحفهم بمثل هذه الكتابات الثمينة ، وهكذا آليت على نفسي منذ افتتاح الدار أن أكون على مستوى المسؤولية كإنسان ملسم عليه مسؤوليته ، فلا أنشر إلا ما فيه الهداية والخير للأمة وما فيه رضا الله وحبه ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

                                                                           الناشر

صفحة (5)