المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين .

وصلى الله على خير خلقه سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

 

أما بعد :  فقد كانت الفكرة أن يكون فقه الطب هذا دورة فقهية كاملة ، تبدأ بكتاب الطهارة وتنتهي بكتاب الديات . ويقوم المؤلف بإختيار كل المسائل الفقهية المناسبة لموضوعه في كل الكتب الفقهية ، ولا شك ان في الجُل بل الكل ما يناسب ذلك . وفي ذلك خدمة إضافية للدين والمذهب ، من حيث تعريف المؤالف والمخالف بسعة التصور الإسلامي والفقهي لحدود الحياة .

 

إلا أن انشغالي بكثير من أمور هذه الدنيا الدنية منع من الاستمرار بكتابته ولم ينجز منه إلا ما يراه القارئ الكريم إلى نهاية القسم الثاني في هذا المطبوع ، ولعل الاستمرار الآن فيه بمنزلة الميئوس منه حالياً على أقل تقدير .

 

ومن ثم رجحنا إصدار ما هو موجود منه ، مع إضافة بعض الأسئلة والأجوبة التي تحوم حول الحقل الطبي كقسم ثالث له ، لكي يستفيد منه القرائ والمقلدون . فكان هذا الكتاب الذي بين يديك . عسى الله  سبحانه بحسن توفيقه أن ييسر بيدي أو بيد غيري تطبيق تلك الفكرة إلى نهايتها في مسقبل الأيام . فكان المهم هو النفع للمصلحة العامة من أي شخص صدر  إذا كان قادراً عليه ، ولا يختص بهذا العبد الجاني .


 وأود الإلماع أيضاً إلى أن فكرة " فقه الطب " يمكن أن تنطبق على معنيين أو طريقتين :-

الأولى : طريقة المسائل المتعددة على شكل الرسالة العلمية . وهو ما طبقناه في " فقه الطب " و " فقه الموضوعات الحديثة " .

الثانية : طريقة التحليل النظري الفقهي والبحث في التفاصيل ، كما طبقناه في " ما وراء الفقه " و " فقه الأخلاق " . كما هو معلوم للقارئ اللبيب .

ولا شك أن فقه الطب وفقه الفضاء مفتقر إلى هذه الطريقة الثانية إلا أنها تحتاد إلى وقت أولاً وإلى اختصاص ثانياً أو تعاون بين الاختصاصيين . وهو مما لا يتيسر بسهولة .

كل ما في الأمر أني وددت إلفات التظر إليه هنا ، عسى أن يكون فكره مطروحة لمن يجد في نفسه الكفاءة لذلك . أو وفق الله سبحانه هذا العبد الخاطئ للخوض فيه .

فإنه على أي حال يحتوي على خدمة جلى للفكر الإسلامي ودحض للفكر المعادي على كل المستويات ، بما فيه الفكر التقليدي الذي يرى ضرورة بقاء ما كان على ما كان . سامحهم الله .

وعلى أي حال تبقى في ذلك مصداقاً لقوله تعالى : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين )

الحمد لله وصلاة على عباده الذين اصطفى . ( الله خير أما يشركون ) ؟ .

 

                                                    

 

 

                                                                      كتبه بيده الجانية

                                                                         محمد الصدر 

                                                                    26 صفر الخير  1418 هـ