و أما الرجعة الظاهرية أو الدنيوية. فهي أولا تنقسم إلى قسمين رئيسين:
أحدهما: ما لا يحتوي على فكرة الحياة بعد الموت على الإطلاق.
ثانيهما: ما يحتوي على تلك الفكرة.
وإما ثانياً فانقسام القسم الثاني كما يأتي بعد ذلك.
أما القسم الأول: وهو ما لا يحتوي على وجود الحياة الدنيا بعد الموت أو قل لا يتضمن قيام الإنسان من قبره على الإطلاق. كل ما في الأمر إن فرداً في مجتمعه قد يغيب عن المجتمع مدة تقل أو تطول ثم يعود إليه.
وهذا ما حدث مع عدد مع الأنبياء أوضحهما تطبيقان:
 عن مجتمعه التطبيق الأول: وهو الأسبق تاريخياً: غياب موسى   كما هو مشروح في[غَضْبَانَ أَسِفاً]أربعين يوماً لمناجاة ربه وعاد إليهم بعد ذلك  القرآن الكريم وتفاسيره.
التطبيق الثاني: غياب نبينا ( عليه الصلاة والسلام وآله الكرام) في غار حراء لمناجاة ربه وعبادته عدة مرات ورجوعه منه.
فمن هذا المنطلق الذي تعترف به المذاهب الإسلامية الأخرى يمكن أن ينطلق إلى (تقريب) الرجعة  بعد غيابه. بمعنى محدد, وهي أن يكون معناها ظهور المهدي 
ونحن كشيعة يمكن أن نقول: إن هنا هو معنى الرجعة، ولا يوجد دليل معتبر على غيره، بل نوكل علمه إلى الله سبحانه.
 وهو خلاف ولا يبقى الخلاف بيننا وبينهم إلا الاختلاف في طول عمره  آخر غير الرجعة.
ومن المعلوم إن الكلام في أي فرع من المعرفة يحتوي على التسليم على ما هو المختار في الفرع الآخر لا أن نفتح الخلاف في كلا الفرعين دفعة واحدة. فإن اعترفنا في هذا الإشكال بطول عمره بقدرة الله سبحانه لم يبق في القول بالرجعة من هذه الناحية أي إشكال.
بل إنهم ملزمون بالقول بما يشابهه بالرغم من إنهم يقولون بأن المهدي (يولد في حينه) ومضمونه: غياب القيادة الإسلامية المخلصة الحقيقية فترة من الزمن بعد الخلافة الأولى ـ أو بعد كل الخلفاء بما فيهم العثمانيين ـ إلى ظهور المهدي الذي يعترفون به.
على إن جماعة منهم يقولون بغيبة المهدي ولديهم روايات تدل على وجود غيبتين له, وقد احتار بعضهم في فهمها طبقاً لتصورهم، وهذا موضح في مقدمة (تاريخ الغيبة الكبرى) مضافاً إلى اعتراف قسم منهم بان المهدي هو ابن الحسن العسكري عليه السلام، كما هو مذكور في عدة مصادر منها كتاب (المهدي ) للسيد صدر الدين الصدر، وممن يعترف بذلك الفيلسوف الصوفي ابن عربي والعارف الرومي و آخرون.
 في المذاهب الأخرى، فهذا كله اعتراف بغيبة المهدي  بشكل أو بأخر. إذن فليس قبيحاً على هذه (العصابة) الناجية أن تقول بالرجعة إذا فسرت بإحدى هذه التفاسير.
وإذا قلنا إنها من ضروريات المذهب أو مما دلت علية الروايات المتواترة، كما ذهب إليه المجلسي في البحار وكثير غيره من علمائنا. فإننا ـ على أي حال ـ يمكن أن نفسرها بمثل هذه التفاسير، ونوكل العلم الباقي إلى الله عز وجل.
وإن كنا من ناحية وجدانية نرى إن عدم التوسع في فهم الرجعة، أو الميل إلى نفي أو استبعاد المعاني الآتية إنما هو ناشئ من ذوق (مادي) كما أشرنا قبل فترة. وأما إذا نظرنا من زاوية إلهية، لم يكن ذلك على قدرة الله ببعيد، وهو القادر على كل شيء.