كتاب فقه الفضاء
|
||
|
هذه محاولة بسيطة لملئ الفراغ الموجود في المكتبة الدينية الإسلامية من جهة موضوع هذا الكتاب . إذ لا يوجد حســب علمي كتاب مستقل بهذا الخصوص ، مع العلم أنه قد ترتبت عليه عدة فوائد نظرية وعمـلية ، فهو : أولاً : يبرز سعة التصور الفقهي من حيث أنه يعالج كل الإحتمالات و الموضوعات المتصورة ذهنياً ، مهما كانت ... وذلك هو الصحيح بعد أن ثبت فقهياً أنه : ما من واقعة إلا ولها حكم.
ثانياً: يبرز مواكبة الفقه الإسلامي للتصور الحديث و العلم الحديث ، وأنه ليس خاص بالوضع القديم بأي حال كما قد يبدو للبعض ، وإنما هو مطابق للقاعدة القائلة : حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة .
ثالثاً
:
يبرز إمكان تطبيق الفقه الإسلامي في كل الكون سواء على
وجه الأرض أو غيره . فليس الإسلام ديناً أرضياً فقط بل هو دين سماوي المصدر
وسماويّ التطبيق أيضاً
. رابعاً : أنه يعطي الثقافة الفقهية العامة لمن طلبها ، في حقله وموضوعه ، لمن يناسب تفكيره وثقافته الإطلاع عليها والإنتهال من معينها .
خامساً : إن بعض مسائل هذا الفقه ، وإن لم تكن ( عملية ) خلال العصر الحاضر، لعدم وصول المستوى الصناعي إلى هذا الحد كالسكنى البشرية في جرم خارج المجموعة الشمسية . أو اللقاء المباشر مع المخلوقات أو السكان الأصليين لأي جرم سماوي . إلا أن كثيراً من فروعه هي محل ابتلاء فعلاً ، يعني كونها تطبيقات معاشة ، ويحمل همها عدد من المسلمين لا يستهان به .
مضافاً إلى إمكان تحقق بعض الفروع الأخرى في القريب العاجل نسبياً من الدهر .
من يدري ؟ سادساً : إن الفقهاء الممارسين يعلمون أن : الإستدلال الفقهي على أمثال هذه الفروع هي من أصعب أشكال الإستدلال الفقهي .
لإختصاص فهم الكتاب والسنة إلى العصر الحاضر بحياتنا الإعتيادية على وجه الأرض
، وعدم النظر بها إلى تلك الفسحة العظيمة من الكون ، الأمر الذي ينتج أن الفقيه
الذي يستطيع ان يخوض هذا الغمار لا ينبغي أن يكون ذا فهم متوسط
. سابعاً: إن هذا الكتاب احزر قصب السبق ، كما أكدنا لما أهمله الفقهاء وقلّ تعرضهم له جداً في رسائلهم العملية فضلاً عن كتبهم الإستدلالية .
ثامناً:
إن الفقهاء حينما تعرضوا إلى ما أسموه بالمسائل المستحدثة و التي تشمل أمورا
ًاجتماعية و اقتصادية عديدة ، لم يزيدوا على عدة صفحات قد لا تزيد على العشرين
صفحة في مجموع كلامهم ذاك أو ضمن مطبوع صغير لا يتجاوز ذلك أيضاً . |
|