![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
ولذا نجد السمري رضي الله عنه. يخرج إلى الناس قبل وفاته بأيام، توقيعاً من الإمام المهدي عليه السلام ، يعلم فيه انتهاء الغيبة الصغرى وعهد السفارة بموت السمري ،ويمنعه أن يوصي بعد موته إلى أحد ليكون سفيراً بعده. ويقول عليه السلام فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم " : يا علي محمد بن السمري! أعظم الله أجر إخوانك فيك .فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك. فقد وقعت الغيبة التامة .فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره ،وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة ،إلا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
فكان هذا خطاب خرج من الإمام المهدي عليه السلام ، عن طريق السفارة الخاصة .. آخر
ارتباط مباشر بينه وبين الناس في الغيبة الصغرى . قال الراوي: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ،فقيل له: من وصيك من بعدك. فقال :"لله أمر هو بالغه" وقضى ، فهذا آخر كلام سمع منه . رضي الله عنه وأرضاه (1). وأودع الأرض في قبره الذي هو في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع المحول ، قريب من شاطيء نهر أبي عقاب(2). أقول: وله الآن في بغداد مزار معروف . تلخيص وتطبيق : ظهر مما سبق أن فترة الغيبة الضغرى دامت على التحديد تسعاً وستين عاماً وستة أشهر وخمسة وعشرين يوماً. شغل منها السفير الأول: عثمان بن سعيد ، حوالي الخمس سنوات ، أي أنه لم يتعد فترة خلافة المعتمد، فكما عاصر هذا الخليفة وفاة الإمام العسكري (ع) عاصر أيضاً وفاة السفير الأول رضي الله عنه. وشغل السفير الثاني: محمد بن عثمان حوالي الأربعين عاماً منها عاصر فيها خلافة المعتمد ، ثم خلافة المعتضد ، ثم خلافة المكتفي ثم عشر سنوات من خلافة المفتدر ، حين توفي عام 305 من الهجرة . وشغل السفير الثالث: الحسين بن روح، بعد وفاة سلفه ، أحد وعشرين عاماً ، عاصر فيها بقية خلافة المقتدر، وقسماً من خلافة الراضي حيث خلفه السفير الرابع علي بن محمد السمري، حيث بقي في السفارة ثلاث سنين، وتوفي عام وفاة الراضي نفسه ، وإن عاصر خلفه المتقي مدة خمسة أشهر وخمسة أيام.
ــــــــــــــــ
(2) المصدر والصفحة .
صفحة (416) فما ينقل عن بعضهم من أن مدة الغيبة الصغرى أربعاً وسبعين سنة(1). مبني على التسامح في الحساب .أو على ادعاء أن الغيبة الصغرى تبدأ من حين ميلاد الإمام المهدي نفسه عام 255 .أي قبل خمس سنوات من عام وفاة الإمام العسكري (ع). فإذا أضفناها إلى التسع وستين سنة ، كان المجموع 74 عاماً. إلا أن هذه الدعوى ، مبنية على التسامح في الإعتبار أيضاً، فإن الإمام المهدي (ع) وإن كان غائباً في حياة أبيه عليه السلام ، كما سبق أن علافنا ، إلا أن هذه الغيبة لا تعد من الغيبة الصغرى البتة .لأن المهدي كان طول مدتها معاصراً لأبيه عليه السلام ، والإمام في زمان أبيه غير متحمل للمسؤولية ، ولا تربع على منصب الإمامة ، وإنما يتولاها – على أي حال – بعد أبيه لا محالة ، إذن فالإمام المهدي عليه السلام ، إنما تولى الإمامة بعد وفاة أبيه عليه السلام. ونحن إنما نتحدث عن غيبته عن قواعده الشعبية بصفته إماماً مفترض الطاعة عليهم، حيث يكون من المفروض – لولا الغيبة – أن يكون مرتبطاً بهم وقائداً لهم وموجهاً لمجتمعهم ، وهذا مما لم يتحمل المهدي (ع) مسؤوليته في حياة أبيه، إذن فيتعين القول: بأن الغيبة الصغرى للإمام المهدي (ع) ، هي غيبته بصفته إماماً ، مع اقترانها بفكرة السفارة ، ومعه تكون مدتها ما قلناه لا ما أدعوه .
ــــــــــــــــ
|
|
![]() |
![]() |
|