![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
في نشاط السفراء بعد هذه الجولة في تراجم السفراء الأربعة ، ينبغي لنا أن نحيط علماً بأوجه النشاط والفعاليات التي كان يقوم بها السفراء وأساليبهم في ذلك .والنتائج المتوخاة منها : ونحو ذلك من التفاصيل . ونحن خلال هذا البحث، لا نحاول استقصاء كل ماورد في تاريخهم من أخبار ،وإنما حسبنا أن نعطي لكل عنوان من الأمثلة ما يجليه دون إسهاب وتطويل . ونحن إذ نتحدث عن نشاط السفراء ، نتحدث عنهم بنحو عام لإنهم يكادون أن يكونوا متماثلين في الأسلوب متشابهين في الأهداف باعتبار صدورهم من مصدر واحد . هي توجيهات الإمام المهدي عليه السلام . بحسب ما يرى من المصالح ،ما عدا ما قد يقوم به بعض السفراء من عمل إضافي وأسلوب زائد ، سنراه في مستقبل البحث. ونتكلم في هذا القسم عن حقلين رئيسين: أولهما: في الخصائص العامة والمضمون الإجتماعي للسفارة. وثانيهما: في تفاصيل أعمال السفراء.
الحقل الأول : في الخصائص العامة والمضمون الإجتماعي للسفارة . ويقع الحديث حول ذلك ضمن عدة أمور: الأمر الأول: أنما أشرنا إليه قبل قليل من كون السفراء على العموم متماثلين في الأسلوب والأهداف ، لم يؤثر على بحثنا فحسب ، بل أثر فعلاً على النقل التاريخي لإعمالهم وللتوقيعات التي تخرج على يدهم .ففي عدد مهم من الموارد يهمل اسم السفير إهمالاً ،وإنما يقال مثلاً :كتبت إلى الناحية .وجاء الجواب .ولا يكون هناك أي تعرض للسفير المتوسط في الأمر. والسر في ذلك غير خفي، فإن المدبر الحقيقي للأمور ،ومن يتكفل حل المشكلات ، هو الإمام المهدي (ع) نفسه من دون دخل لشخص السفير في ذلك ، سوى كونه ناقلاً للسؤال ووارداً بالجواب . فليس المهم في نظر السائل حين يروي سؤاله أن يذكر الواسطة فيه وإنما المهم أن يذكر حل المشكلة الذي صدر عن الإمام المهدي فحسب. مضافاً إلى ما في إهمال ذكر السفير، من الأخذ بالحيطة والحذر له إحتمال تسرب اسمه إلى السلطات .وإنما يذكر اسم السفير في المحافل الخاصة عند ارتفاع الخطر واطمئنان النفوس .
ومن هنا نكون نحن امام هذا النقل التاريخي ، في إجمال من ناحية نسبته إلى أي سفير من السفراء ، بل يعتبر هذا النقل نقلاً عن ألإمام (ع) نفسه بواسطة أحد سفرائه في الجملة. وإن كان لا يبعد وجود الظن والترجيح في نسبة جل هذه التوقيعات إلى السفيرين الثاني والثالث لإستغراق سفارتهما أكثر فترة الغيبة الصغرى ،وانفتاح فرص العمل في عهدهما أكثر نسبياً من الآخرين. وإن كان هذا الترجيح لا يصل – بطبيعة الحال – إلى حد الإثبات التاريخي. نعم ، وجد في عدد آخر مهم من النقول التاريخية تسمية السفير بشخصه ،أما تبرعاً من الراوي أو لخصوصية في الحادثة تقتضي الإشارة إليه ، ففي مثل ذلك تكون نسبته إلى السفير المعين إثباتاً تاريخياً كافياً. الأمر الثاني: إن السفارة صرفت عن العلويين صرفاً تام، وأنيطت بغيرهم، مع أن في العلويين يومئذ من يعلو شأنه يومئذ يعلة شأنه في العلم والفقه والعبادة . والسر في ذلك واضح جداً ، يبرزه التاريخ الذي عاشه العلويين من حين ثورة لاحسين (ع) إلى العصر الذي نؤرخ له ،وهو تأريخ الثورات والتمردات على الواقع الفاسد ،والإحتجاج على الظلم و الطغيان فكانت الصورة الرئيسية التي تحملها لدولة على كل علوي ، هو كونه موالياً للأئمة عليهم السلام ،من ناحية ،وثائراً على الظلم والفساد من ناحية أخرى أو بتعبير آخر :أنه ثائر على كيانها القائم بشكل لا تستره بقية ولا يجدي في تغييره حذر. وإذا كانت النظرة تجاه الفرد هي تلك ، فاخلق به أن يكون عاجزاً عن النفع العام والعمل الإجتماعي، لدى المراقبة والمطاردة والتنكيل الذي يحيد به.. ومن ثم يكون عاجزاً عن مهام السفارة المهدوية التي لم تؤسس إلا للنفع العام والعمل الإجتماعي.
|
|
![]() |
![]() |
|